الثلاثاء، 15 يونيو 2010

رئيس تعمير الإماراتية: العصر الذهبي للعقار في الإمارات انتهى

يدير عمر عايش، الرئيس التنفيذي لشركة تعمير العقارية الاماراتية، محفظة مشروعات عقارية تصل قيمتها الى نحو 11 مليار دولار، اضخمها على الاطلاق مشروع مدينة السلام في امارة ام القيوين، التي اعلن عنها الصيف الماضي. وتعمير هي واحدة من الشركات العقارية الجديدة التي ظهرت في الامارات، في اعقاب الطفرة العقارية التي انطلقت مطلع العقد الحالي، ودشنت مشروعات كثيرة كان اغلبها ابراجا متفرقة هنا وهناك، والقليل منها دخل بقلب قوي الى قطاع المشروعات الضخمة المتكاملة، على غرار الشركات العقارية المدعومة من الحكومة، مثل اعمار ونخيل ودبي القابضة والدار وغيرها. ورغم ان الحديث كان يدور عن فقاعة عقارية في الامارات، خاصة في القاطرة الرئيسية دبي، الا ان السوق وفقا لكثير من الآراء وصلت الى مرحلة من النمو يصعب على ضوئها مواصلة الحديث عن فقاعة، بل اصبح الحديث يدور في الأوساط عن وصول السوق العقارية الى مرحلة النضج، وما يستتبع ذلك من قوانين متطورة وتشريعات شفافة وممارسات واضحة. وفيما كانت السوق العقارية الاماراتية في بدايتها سوقا مربحة للغاية صنع البعض منها ثروات بالمضاربات والارتفاعات السعرية الخيالية، فقد وصلت الآن على ما يبدو الى مرحلة عقلانية، وفق ما ذهب اليه عمر عايش، الذي قال باطمئنان واضح إن «العصر الذهبي للعقار انقضى»، مشيرا الى ان الارباح العالية والخيالية التي كانت تتحقق في فترة من الفترات انتهت. بالطبع لا يعني هذا ان السوق لم تعد مغرية للمستثمرين والمشترين، على حد سواء، بل على العكس تماما. ويوضح عايش في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن الارباح ما زالت عالية والفرص ما زالت قائمة، الا ان طرق الاستثمار اصبحت انتقائية، بمعنى ان السوق وصلت الى مرحلة عقلانية. وهذا ربما يفسر بطء بعض المشاريع الكبيرة في دبي خصوصا، وتأجيل بعضها ايضا، التي كان آخرها ما قيل عن قيام شركة «نخيل» التي يرأسها سلطان بن سليم، بإرسال خطابات الى مشتري عقارات جزيرة نخلة ـ ديرة، تفيد بتأجيل المشروع عشر سنوات كاملة، وتخييرهم بين استثمار مدفوعاتهم النقدية في مشاريع أخرى للشركة او الانسحاب كليا. كما يتحدث بعض المستثمرين عن صعوبات في بيع عقارات اشتروها في دبي بهدف الاستثمار وتحقيق الارباح، وهذا ما يفسر خلو كثير من العقارات، مثل الشقق والفلل من السكان. مع هذا، فإن اصحاب المشاريع الكبيرة مثل «تعمير» يراهنون على سياسة النفس الطويل والطلب الكبير المتوقع على عقارات تلبي شروط شرائح واسعة من الناس، خاصة الاسعار والتسهيلات المالية. ووفقا لعايش، الذي تستثمر شركته نحو 8 مليارات دولار مع «الراجحي» السعودية، في مشروع مدينة السلام بإمارة ام القيوين فإن المشروع موجه للطبقة المتوسطة، الا ان نوعية عناصر المدينة ومكوناتها وخدماتها هي من النوعية العالية.

ويقول عايش، ان حجم المشروع قد يتجاوز في قيمته النهائية مع مشروعات المطورين الآخرين 41 مليار دولار، وان عدد سكان المدينة في نهاية المطاف قد يصل الى نصف مليون نسمة. ويقام المشروع على مساحة تصل إلى 20 مليون متر مربع، وهو مدينة تجارية سكنية متكاملة مكونة من عدة أحياء سكنية، تتسع في مجملها لنصف مليون نسمة، وتأخذ موقعا متميزا على شارع الإمارات الدولي.

وتمتلك تعمير حصة 38.5% من المشروع، ومثلها مجموعة الراجحي، فيما تمتلك حكومة ام القيوين، التي قدمت ارض المشروع الحصة المتبقية البالغة 23%. ويقول عايش، ان مدينة السلام ستحتوي على خدمات متطورة، مثل المراقبة التلفزيونية الأمنية ودور الحضانة للاطفال ومنطقة مشاة لا تدخلها السيارات بمساحة مليوني قدم مربع وحدائق ملحقة بكل البنايات. ويقول عايش «بعض اسعار الفيلات في مدينة السلام ستكون بنصف اسعار مثيلاتها بدبي». وتشمل المرحلة الأولى من المشروع تأسيس البنى التحتية للمدينة بأكملها، كما تتضمن المرحلة الأولى تشييد «الداون تاون» او مركز المدينة، الذي سيضم مركز تسوق بطراز معماري فريد سيكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والرابع على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية وسنغافورة واستراليا.

ولعل أهم ما يميز مركز التسوق، الذي ستشيده شركة تعمير القابضة في مدينة السلام، حديقة ضخمة تمتد داخل وخارج المركز الذي تنتشر فيه المسطحات المائية والبحيرات وشلالات المياه، بالإضافة إلى الحدائق والمرافق الترفيهية المتكاملة ومراكز التسلية، بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، كما ستشتمل «الداون تاون»، على برج رئيسي مكون من 50 طابقا وهو برج فندقي بالإضافة إلى 20 برجا سكنيا وتجاريا يتراوح ارتفاعها من 20 إلى 25 طابقا.

هذا وتضم المرحلة الأولى من المشروع أيضا تشييد ضاحيتين سكنيتين، حيث تتألف الضاحية الأولى من 1000 فيلا سكنية، أما الضاحية الثانية فتتألف من 200 بناية يتراوح ارتفاعها من 5 إلى 10 طوابق، وسوف تبدأ شركة تعمير القابضة نهاية العام الجاري العمل في المرحلة الأولى من المشروع، التي تمتد على مساحة تصل إلى 15 مليون قدم وتوفر 15 ألف وحدة سكنية. ودخلت «تعمير» سوق دبي العقاري بأطول برج سكنى في العالم وهو برج «برنسس دبي» في مرسى دبي، حيث تعتزم الشركة تسجيله بموسوعة غينيس للأرقام القياسية، كما دخلت سوق دبي العقارية بمشروعي الدانة 1و2 في المدينة العالمية، وسوق إمارة الشارقة العقارية بمشروع برج الأميرة، وهو أطول برج سكني في إمارة الشارقة، ومشروع قرية الأميرة في إمارة عجمان، الذي يعد من أبرز المشاريع على مستوى المنطقة، لما يتميز به من نمط معماري تراثي يلائم طبيعة البيئة والتراث المحلي، الأمر الذي سيخدم الإمارة في مجال العقار السكني والتجاري، الذي تصل قيمة الاستثمارات فيه الى نحو 330 مليون دولار.

المشروعات العقارية في الإمارات لا تزال مغرية للمستثمرين الذين اصبحوا انتقائيين أكثر من السابق «الشرق الأوسط»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق