الاثنين، 14 يونيو 2010

خطط متفائلة

وبحسب تقارير صحافية تأمل السعودية في جذب السياح لا الحجاج فقط دون أن يخل ذلك بأسلوب الحياة في البلاد. ويثق المسؤولون السعوديون في قدرتهم على جذب مئات الألوف من السياح لزيارة المملكة، وتعد مدينة مكة المكرمة بمزاراتها الدينية وأسواقها القديمة حجر الزاوية في هذه الخطة.

وقالت الهيئة العليا للسياحة في السعودية في وقت سابق هذا العام أنه سيجري منح تأشيرات سياحة للأجانب لأول مرة، وأصدرت تراخيص لنحو 18 شركة سياحة لإصدار التأشيرات، ملغية بذلك شرطاً مطبقاً منذ فترة طويلة وهو أن يكفل مقيم في المملكة من يريد زيارتها. ولأن الهيئة العليا للسياحة تريد أن يتذكر السياح زيارتهم للمملكة أنهت وزارة الداخلية السعودية قبل فترة حظراً على التصوير بهدف معلن هو جذب المزيد من الزوار.

وتتوقع تلك التقارير جذب 1.5 مليون سائح بحلول عام 2020 بالمقارنة مع أقل من مائة ألف سائح أجنبي من غير الحجاج في الوقت الراهن وأن تشهد زيادة من خمسة إلى 18% في مساهمة السياحة في الاقتصاد.

وتقول شركات العقارات إن مكة المكرمة تشهد أكثر من نصف إجمالي الاستثمارات العقارية في المملكة. ومثل دبي تشهد مكة ازدهاراً عقارياً كبيراً في حين ترتفع الفنادق والشقق السكنية والمراكز التجارية الجديدة حول المسجد الحرام. ولا تتوقف حركة العمل في المشروعات العقارية الضخمة التي تقام على مرمى حجر من المسجد الذي يضم الكعبة سوى الأذان في مواقيت الصلوات الخمس.

السياحة الدينية هي قطاع مقاوم لآثار الركود نسبياً، إذ يوفر إمكانية النمو لفنادق الشرق الأوسط خلال فترة التباطؤ الاقتصادي. وتشير تقديرات منظمة السياحة العالمية إلى أن أكثر من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يقومون بزيارة المواقع الدينية الرئيسية في العالم كل عام.

هذا فيما يقول كيفن جي. رايت، رئيس الجمعية العالمية للسفر الديني أن الشرق الأوسط يحصل على نصيب الأسد من السياحة الدينية كل عام، مستفيداً من أن ثلاثة مليارات شخص يتتبعون جذور عقائدهم إلى المنطقة ، وتولّد السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية وحدها 7 مليارات دولار سنوياً، مع توقّع ارتفاع عدد زوار المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأداء مناسك العمرة والحج، إلى ثمانية ملايين بحلول العام القادم وفقاً لتوقعات حديثة أصدرتها الحكومة السعودية.

ووفقاً لما يقوله رايت فإن السعودية ليست البلد الوحيد في المنطقة التي تتمتع بازدهار صناعة السياحة الدينية، فمعظم السياحة في فلسطين تقوم على أساس ديني، في حين أن الأردن يستهدف عائدات من السياحة تصل إلى 2.4 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2010، أكثر من 60% من دخل عام 2007، فيما يوفر القطاع السياحي 212 مليون فرصة عمل مباشرة على المستوى العالمي، أي ما يساوي 11% من إجمالي القوى العاملة في العالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق