الأربعاء، 9 يونيو 2010

"عقارات مصر".. "قاتل" بلا أجر!

ناطق عديدة في مصر تسير علي خطي الهجانة.. هذه المنطقة التي صدر لها قرار بإزالة 700 برج سكني مخالف وعندما رفض السكان تنفيذ القرار وقعت مذبحة بينهم وبين الشرطة لم تنته تداعياتها حتي الآن وبعملية رصد بسيطة في القاهرة والإسكندرية والجيزة وحلوان اكتشفنا أننا أمام موجة عاتية من الإزالات أبرزها أبراج النائب مصطفي السلاب وكيل اللجنة الاقتصادية بملجس الشعب الموجود في عزبة الهجانة والذي اصطدم مع محافظ القاهرة بسببها مما دفع مجلس الوزراء إلي وقف إزالتها.
ففي القاهرة مثلا.. وبالتحديد في حي منشأة ناصر تؤكد المشاهد الواقعية أن هناك أكثر من خمس عزب في الحي ذاته مهددة بنفس المصير وهو انتظار الأهالي تنفيذ قرارات الإزالة التي حصلوا عليها ولم يتم تنفيذها حتي الآن لأن الجهات المختصة لم تنقلهم إلي المساكن المحددة لنقل سكان الدويقة بعد انهيار الصخرة في مساكن سوزان مبارك في الهضبة السفلي من جبل المقطم لكن هذا لم يحدث رغم خطورة الأوضاع ففي منطقة البداية بعزبة العرب بالدويقة التي تقطن قمة جبل المقطم فوجئ أهالي عزبة العرب الذين يزيد عددهم علي 30 ألف نسمة ويقطنون ما يزيد علي عشرة آلاف وحدة سكنية برجال من المحافظة قاموا بعمل حصر لبيوتهم وإصدار قرار إزالة لكل البيوت الموجودة في المنطقة ومعهم قوات الأمن التي كانت تداهم منازلهم كل فترة للإخلاء دون إيجاد بديل.
وفي منطقة حوش عيسي التي تقع في باطن جبل المقطم بمنطقة المقاولون العرب وتطل علي شارع الطيران وتواجه عزبة بخيت المنكوبة أسفل عزبة العرب الذين ينتظرون الحكومة علي أمل أن تقوم بإزالة منازلهم ونقلهم إلي مساكن سوزان اسوة بالعزب المنكوبة المنطقة الثالثة هي منطقة الشبهة ووادي فرعون التابعة أيضا لمنشأة ناصر تبدأ من نهاية شارع الطير الذي وقعت فيه كارثة العزبة المنكوبة وتقع في بطن الجبل يحدها من الشرق والجنوب مساكن سوزان مبارك وصولا لمساكن الحرفيين أعلي قمة الجبل ومن الغرب جبل المقطم منطقة المقاولون العرب ومن الشمال نادي السكة الحديد ومدينة نصر لها مدخلان أول من نهاية شارع الطيران من أسفل الجبل والثاني آخر فوق قمة الجبل من مساكن الحرفيين المنطقة الرابعة هي زرزارة والموجودة غرب مساكن الحرفيين أعلي قمة الجبل.
ومن منشأة ناصر والعشش الصفيح إلي زهراء مدينة نصر وأبراجها الضخمة والتي فوجئ سكانها قبل إجازة العيد بأيام قليلة بصدور قرار من عبد العظيم وزير محافظة القاهرة بإزالة أربعة آلاف عمارة مخالفة رغم أن تلك المباني تم إنشاؤها منذ 10 أعوام ولم ينتبه إليها أحد وأيضا قامت المحافظة بالموافقة علي إعطاء تراخيص لأصحاب العقارات لدخول جميع المرافق لتلك المنطقة.
وقال بعض العاملين في المنطقة إن سبب الهدم علي حد قول رجال الشرطة هو الارتفاعات الهائلة لتلك العمارات مما قد يؤدي إلي إعاقة الطيران المدني ولكننا فوجئنا بعد زيارة الموقع أنهم قاموا بهدم عمارة لم تتجاوز الدور الأول.
وأشار بعض السكان إلي أنهم لم يستطيعوا الخروج من منازلهم لمدة 15 يوميا من الساعة 9 صباحا وحتي 4 عصرا خوفا من هدم منازلهم أو من بطش رجال الشرطة الأمر لم يختلف كثيرا في محافظة الجيزة حيث ضرب حي الهرم الرقم القياسي في عدد قرارات الإزالة وفقا للمعلومات الصادرة عن حي الهرم فإن عدد قرارات الإزالة وصل إلي 1200 قرار إزالة صدر لأبنية وعمارات مخالفة منذ أول عام 2009 في حي الهرم.
ويقول المهندس محمد طارق نائب رئيس حي الهرم عن حقيقة الدور الذي يقوم به الحي في ظل هذا الكم من المخالفات في المباني: "المخالفون لا يقومون بأعمال البناء إلا بعد منتصف الليل حتي يضمنوا عدم اعتراض أحد من الحي".
وكشف عن خطة تطوير شارع فيصل اعتمدتها المحافظة بمبلغ 50 مليون جنيه وتنفذها شركة المقالون العرب سيبدأ الحي في تنفيذها في أقرب وقت، سيعمل المشروع علي تقليل عرض الرصيف الذي يقسم شارع فيصل ويسبب ضغطا في الحركة المرورية للسيارات وكذلك تقليل عرض الأرصفة الجانبية لشارع فيصل وكذلك إزالة جميع الأكشاك وعربات الباعة الجائلين.
"قرابة 57 ألفا و800 قرار إزالة مبان ومنشآت مخالفة في الإسكندرية ورثتها أحياء المحافظة واللواء عادل لبيب من خلفه محمد عبد السلام المحجوب المحافظ الأسبق!! وتنفيذ هذه القرارات يعني إزالة نصف أحياء الإسكندرية".. جملة رددها عادل لبيب محافظ الإسكندرية في إحدي جلسات المجلس الشعبي المحلي بالمحافظة فور تسلمه مهام منصبه عام 2006 وتعتبر منطقة العجمي غرب الإسكندرية أكثر المناطق تأثرا بالهدم والإزالات بسبب الكم المهول والمخيف لعدد المباني المخالفة بها والتي طالتها محاولات الهدم بالمحافظة عام 2006 بعد أيام قليلة من مغادرة المحجوب منصبه كمحافظ وتولي عادل لبيب عمله ومن العجمي غربا إلي شرق المدينة وتحديدا حي المنتزه أحد أكبر الأحياء وأكثرها فسادا بمخالفات البناء والذي تقع فيه منطقة أهالي طوسون أصحاب الأزمة الشهيرة مع عادل لبيب والذي قامت جحافل الأمن والإزالة باجتياح المنطقة في مايو من العام الماضي وقامت بهدم ما يزيد علي 50 منزلا وتشريد مئات العائلات والأسر بحجة قيام الأهالي بالبناء علي أملاك الدولة وملكية الأرض لهيئة الاصلاح الزراعي!! وتعد الإسكندرية إحدي أكثر المحافظات التي تشهد انهيارا وتصدعا للعقارات خاصة أن عدد قرارات الإزالة التي تم تنفيذها بالفعل في عهد عادل لبيب لا يتجاوز بأي حال من الأحوال 20 ألف قرار إزالة مبان مخالفة وهو الرقم نفسه تقريبا الذي بسببه عاقبت محكمة جنايات الإسكندرية في سبتمبر الماضي برئاسة المستشار محمد شعيب 12 متهما بينهم 6 موظفين بقسم شرطة المنتزة في القضية رقم 5355 لسنة 2009 بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما مع الشغل والنفاذ وإلزامهم برد مبلغ 5 ملايين جنيه وغرامة مثلها بسبب اختلاسهم قرابة 22 ألف محضر مخالفات.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فهنااك عدد من القري تنتظر لودر الإزالة مثل قرية البرومبيل بأطفيح والتي صدر لها قرار حكومي رقم 98 لسنة 2008 والذي ينص علي إزالة 170 منزلا علي طريق الكريمات والزعفرانة باطفيح يعيش فيهم 300 أسرة معرضة للتشريد وإزالة منازلهم وإذا كان القضاء الإداري قد قضي بإلغاء قرار رئيس مركز أطفيح بإزالة هذه المنازل فإنه في الوقت نفسه لم يمنع الصدام بين أهالي قرية البرومبيل وعزبة الفاروق من جهة وقوات الأمن المركزي التي حاصرتهم من جهة أخري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق